إدارة الوقت الفعّال سنتحدث في هذا المقال عن إدارة الوقت الفعال المستفاد منه خلال حياتنا اليومية التي نكون بها نشطين أي” فاعلين ” خلال اليوم ، و سنتحدث أيضا عن :
• ما هو الوقت الفعال ؟
• كيف يتم تحديد وقت الفعال ؟
• كيف نعمل على زيادة وقت الفعال في حياتنا ؟
• نصائح في إدارة وقت.
• المعلومة الإضافية : و كما هي العادة التي وعدناكم بها سنستمر إن شاء الله تعالى بتقديم معلومة إضافية مميزة في نهاية كل مقال نقوم بتقديمه لكم .
إدارة الوقت الفعّال
يعد الوقت أحد أهم الكنوز على الإطلاق إذ أنها لا تقدر بثمن ” بكل ما تعنيه هذه الكلمة من معنى ” فهو مصدر غير متجدد و لا يمكن زيادته بأي شكل كان ، فالسنة هي ذاتها بأشهرها و أسابيعها و أيامها و ساعتها و دقائقها و حتى ثوانيها تمرّ على الجميع دون زيادة أو نقصان .
ما هو الوقت الفعال ؟
في الحقيقة نحن نملك و ككل الأناس الآخرين سنة تتكون من ثلاث مئة و خمسة و ستين يوما وكل يوم منها يتكون من أربع وعشرين ساعة أي 8760 ساعة في السنة تقريبا و لكن هل كل هذه الساعات نحن نشغلها بأمور حياتنا التي نسعى إلى تنظيمها ؟ في الواقع لا يمكن لأحد استثمار هذا الوقت بالكامل . وهنا نجد أول خطوة في التنظيم الأمثل للوقت وآلية استثماره ألا و هي استثناء الأوقات الغير فعالة في حياتنا أثناء تنظيم الوقت ، و هو الوقت الذي لا يقضيه الشخص في تحقيق أي هدف يسعى إلى ضمه إلى جدول التنظيم ، و بالمعنى الأدق هي أمور خارجة عن سيطرته التي لا يمكنه تجاوزها أو التخلّي عنها لمدة يوم واحد فقط .
كيف يتم تحديد الوقت الفعال؟
في الواقع لحساب وقت الفعال يجب حساب وقت الغير الفعال ثم استثناءه من الوقت العام فهي الطريقة الأفضل والأمثل لاستنتاج التوقيت الفعال خلال اليوم والواحد وبالتالي العام كاملا و يتم ذلك على الشكل التالي :
-اليوم هو أربع و عشرين ساعة :
1- لدينا ساعات النوم : يعد النوم هو أطول فترات اليوم التي لا يستطيع الإنسان الاستثمار فيها ولا انجاز مهام محددة يرغب في إنهائها و لكن من منا لا يحتاج إلى النوم ، فهو الوقت الذي يستريح فيه الجسم بعد عمل طويل وشاق خلال اليوم بالإضافة إلى أنه الوقت الذي يعمل فيه الدماغ على ترتيب المعلومات التي تلقاها الشخص خلال اليوم. و يقرر فيما إذا كان سيحتفظ بها أو لا و ذلك حسب أهميتها ومدى تكرار هذه المعلومة خلال اليوم ، وهو ما يجعل عملية الراحة ” النوم ” تمتلك أهمية بالغة قد تصل إلى أهمية مرحلة الإنتاج خلال اليوم أو تتفوق عليه . و أصلا لو حاول الإنسان التغلب على النعاس الذي يحس به في حلول موعد نومه المعتاد سيستطيع ذلك و لكن لفترة محدودة ، ثم ينخفض مستوى الطافة فب الجسم إلى حد عدم الادراك للأمور التي تحدث من حوله و من ثم الارتخاء الكامل و الاستسلام للنوم الطويل .
إدارة وقت
وفي الحقيقة يتناسب معدل النوم فوق الحد الذي يعتاد عليه الشخص طردا مع المجهود الذي يبذله خلال نهاره فمثلا إذا كان المجهود كبيرا قد ينام الإنسان من ساعتين إلى أربع ساعات فوق معدله الطبيعي المعتاد ، أما في حال بذل جهدا موازٍ أو مساوٍ للجهد الذي يبذله كل يوم فلا يتغير عدد ساعات النوم إلا بشكل طفيف و غير ملحوظ ، و لذلك علينا الانتباه جيدا للجهد اليومي ومقارنته بعدد ساعات الراحة لخلق حالة توازن مثلى في الجسم يستطيع من خلالها الحفاظ على أعلى مستوى طاقة له خلال ساعات اليقظة .
2- الطعام : لا أظن أنك أيها القارئ الرائع جائع الآن ، ففي الحقيقة كما يحتاج الجسد إلى النوم و الراحة فهو بحاجة ماسة إلى الوقود اللازم لتشغيل قدراته العضلية و الذهنية و العصبية ، ويحتاج الجسم إلى عدد من الوجبات المتفرقة خلال اليوم للحفاظ على نشاطه و قوته تكون غنية بالعناصر والفيتامينات و الألياف اللازمة ، ويعد الوقت المستهلك في الطعام وقتا لا يمكن استثماره أو الإنتاج فيه و بنفس الوقت لا يمكن الاستغناء عنه ، فلذلك كما في حالة النوم يجب علينا الموازنة بين وقت الطعام مع عدد الوجبات و حاجة الجسم للطاقة و المكونات الغذائية التي يحتاجها .
3- وقت المستهلك في عملية الاستحمام : لا يمكن الاستخفاف بعملية الاستحمام ، فمعدل الوقت الذي يقضيه الإنسان في أثناء الاستحمام يتراوح ما بين ساعتين و خمس ساعات أسبوعيا حسب كل شخص و يعد هذا الوقت أيضا من الأمور الضرورية للإنسان فلا يمكن الاستغناء عنها و في ذات الوقت لا يمكن انجاز أي مهمة فيه ، فلذلك لو حاولنا الاجتهاد في توفير الوقت ضمن هذا المجال سيكون محصورا في أمر واحد هو بدل الاستحمام ثلاث مرات في الأسبوع مدة كل منها ساعة من الأفضل الاستحمام كل يوم لمدة خمسة عشر دقيقة ، وهو فقط اقتراح قد يناسب بعض الأشخاص و قد لا يناسب البعض الآخر .
4- الانتظار : يعد الانتظار من أكثر الأوقات الغير فاعلة خلال اليوم بل ويعد هذا الوقت وقتا ضائعا لا قيمة له ، ويبدأ ذلك من وقت الانتظار في الطوابير لتعبئة الديزل في السيارات و طوابير الكاشير في المول بعد التسوق الذي يعد بحد ذاته وقتا غير فعال أيضا ، والانتظار من أجل الموعد القادم للحافلة في الموصلات العامة والانتظار عند إشارة المرور أيضا من الأوقات الغير الفعالة ” الضائعة ” ، كما يمكن اعتبار أوقات الانتظار عند الطبيب وإن قلت عند بعض الأشخاص من هذا النوع أيضا .
5- أوقات أخرى : في الحقيقة الأوقات الغير فعالة لا يمكن عدها أو حصرها من أوقات زيارة الأقرباء و الأصدقاء ، و أوقات النزهة ، و أوقات ضائعة ومهدورة خلال اليوم في التنقل من مكان إلى آخر ، و وقت تبديل الملابس الذي يتكرر في النهار لعدة مرات وعدة أمور أخرى قد تكون موجدة لدى بعض الأشخاص و غير موجودة لدى البعض الآخر.
شاهد ايضاً نصائح وتوجيهات هامة عند بناء المنزل
كيف نعمل على زيادة الوقت الفعال في حياتنا ؟
هنا نحتاج للحديث عن النسبية بين البشر فمثلا في الحديث عن النوم فقط يمكن أن تزيد ساعات الوقت الفعال عند أحد الأشخاص عن الآخر بمدة قد تصل إلى أربع ساعات يوميا إذ تتراوح معدلات ساعات النوم عند أغلب الأشخاص ما بين 6 إلى10 إلى عشر ساعات يوميا وهذا فرق كبير جدا لا يمكن الاستهانة به ففي العام الواحد يصل الفرق بين شخصين أحدهما ينام 6 ساعات وآخر ينام 10 ساعات إلى 1460 ساعة أي ما يزيد على ستين يوما ” شهرين “. وهو ناتج كبير و ضخم نسبة إلى سنة مكونة من 12 شهر . و كذلك الطعام فيختلف عدد الوجبات اليومية من شخص إلى آخر ومددة تناول كل وجبة بل وحتى مكانها الذي يلعب دورا مهما في عامل الوقت سواء كان في البيت أو الذهاب إلى المطعم . و كل الأمور التي ذكرناها سابقا أيضا تختلف من شخص إلى آخر ، من شخص يمتلك سيارة عليه الانتظار لملئ الوقود إلى شخص لا يمتلك سيارة ولاكن عليه انتظار الواصلات العامة في كل مرة يرغب فيها بالتحرك ، فلذلك للتقليل من هذه الأوقات الضائعة بعد معرفة الفروقات الحاصلة بين عادة وأخرى فمثلا لا يجب أن لا تزيد ساعات النوم في اليوم الواحد عن الثماني ساعات للفئة الشابة ويجب تنظيم مواعيد الزيارات و النزهات بحيث لا تتضارب مع مواعيد الأعمال الهامة ، و لا تتناول جميع وجباتك اليومية في المطعم و خاصة إذا كنت لا تملك مطعما قريبا منك ، و احرص على الاستيقاظ باكرا قبل الفجر كما وجهنا الدين الإسلامي لما لهذا الوقت من ميزة البركة و الهدوء وصفاء الهواء و طيب النفس.
شاهد ايضاً أسلوب إدارة الوقت 2024.
خطوات و نصائح في تنظيم وقت ؟
رتب الأهداف حسب الأهمية: قم بتصنيف الأهداف حسب أهميتها بالنسبة لك وبناءً على تأثيرها على حياتك على المدى الطويل. يمكنك إعطاء كل هدف درجة أو ترتيب لتسهيل تحديد الأولويات:
• قم بتحليل الأهداف والمهام المرتبطة بها: قم بتقسيم كل هدف إلى مهام أصغر وأكثر إدارة. تأكد من توضيح الخطوات المطلوبة لتحقيق كل مهمة.
• تحديد الوقت المتوفر: تحديد الوقت المتوفر بين يديك يساعدك في توزيع المهام بشكل مناسب على جدولك. قد تحتاج إلى إعادة توزيع الوقت بين المهام وفقًا للأولويات.
• قم بتنظيم المهام حسب الأولويات: بناءً على أهمية الأهداف والوقت المتوفر، قم بتنظيم المهام بحيث تعمل على الأهم أولاً. يمكنك استخدام قوائم المهام أو التطبيقات الإلكترونية لتتبع المهام والأولويات.
• مراجعة وتعديل الأولويات بانتظام: قد تتغير الظروف أو تظهر مهام وأهداف جديدة. يجب مراجعة الأولويات بانتظام وتعديلها عند الحاجة للتأكد من استمرار التركيز على الأهداف الأكثر أهمية.
• باتباع هذه الخطوات لتحديد الأهداف الشخصية والمهنية وتحديد الأولويات بناءً على هذه الأهداف ستتمكن من تركيز جهودك على ما هو مهم بالفعل وزيادة فرصك لتحقيق النجاح. تذكر أن مراجعة الأهداف والأولويات بشكل دوري وتعديلها عند الضرورة يساعدك على التكيف مع التغييرات الحياتية والمهنية.
• وبالإضافة إلى ذلك، لا تنسَ أن الصبر والمثابرة عنصران مهمان في تحقيق الأهداف. قد تواجه تحديات أو عقبات على طول الطريق، لكن المهم هو الاستمرار في العمل باتجاه تحقيق أهدافك وتعديل الأولويات عند الحاجة.
– تعتبر تحديد الأهداف الشخصية والمهنية وتحديد الأولويات بناءً على هذه الأهداف خطوات أساسية لتحقيق النجاح والارتقاء بجودة حياتك. من خلال التخطيط والتنظيم والتركيز على الأولويات، يمكنك توجيه طاقتك ووقتك بشكل أكثر فعالية نحو تحقيق الأهداف .
•المعلومة المميزة الإضافية : سنتحدث في هذه المرة في قسم المعلومة الإضافية ضمن موضوعنا عن أهمية الانتباه إلى أن بعض الأشخاص قد يحاول زيادة الوقت الفعال والاستثمار فيه فيقع عن طريق الخطأ الغير مقصود الناتج عن عدم المعرفة في كيفية إدارة الوقت في الطرف الآخر و هو زيادة إهدار الوقت ، فلذلك عند وضع خطة زمنية لاستثمار الوقت بالشكل الأمثل يجب الانتباه إلى المهام التي تحتاج إلى وقت صغير فهي غالبا ما تسبب مشاكلا في تنظيم الوقت ، و قد لا يضعها بعض الأشخاص في الجدول أساسا و ذلك لظنهم أنها لا تشكل عائقا أمام بقية المخططات ولكن عندما يحين وقت تنفيذها قد ينصدم صاحب هذا التنظيم بمقدار الانزياح في أوقات انجاز الأعمال التي تليها مما قد يؤدي في حال تكررها في يوم واحد إلى فشل الجدول التنظيمي بشكل كامل .
ختاما :
نرجو أن نكوم قد قدمنا لكم أعزائي القراء مقالا مفيدا و اطلعتم من خلاله على معلومات جديدة بالنسبة لكم حول معنى إدارة الفعال وكيفية استثماره و العمل على زيادته والتقليل قدر الإمكان من الهدر في وقت الغير فعال خلال اليوم وإدراك أهمية الأوقات الصغيرة التي في حال تراكمها أو تكرارها ستصبح وقتا لا يمكن الاستهانة به .
• نرجو منكم متابعتنا و دعمنا بشكل مستمر لنستمر في تقديم ما يفيدكم بعون الله تعالى، و سنسعد كثيرا بمشاركتنا آرائكم في التعليقات .